يجيب هذا الكتاب عن امكانية تأسيس فلسفة الجمال كعلم، وبالتالى يحق لنا وصف هذا الفرع من فروع البحث الفلسفى بصفة العلمية؟ .. إن ضخامة هذه القضية ترجع إلى أن الجدل حولها يدور على مستويات متنوعة، ويسير فى إتجاهات متشعبة : فأحيانا يدور الجدل حول هذه القضية على مستوى شديد العمومية يتعلق بفلسفة العلم أو تحديد مفهوم العلم وحدوده، وبالتالى يتطرق الى مناقشة إمكانية قيام تأسيس الفلسفة ذاتها كعلم، ولكن الجدل حول هذه القضية غالبا ما يدور على مستوى أخص يتعلق بفلسفة الجمال ذاتها، وهو مستوى البحث فى القيم الفنية والجمالية من حيث نسبيتها او عموميتها .. من حيث ذاتيتها أو موضوعيتها، وبالتالى من حيث مدى إمكان دراستها دراسة علمية موضوعية، هنا ينبغى أن نلاحظ أنه ليس هناك تعارض بالضرورة بين اتخاذ نزعة نسبية فى تفسير القيم، واتخاذ موقف موضوعى ازاء دراستها، فضلا عن ان هناك مواقف تتبنى فى الوقت ذاته اتجاها موضوعيا وصفيا، فهذا هو السبيل الوحيد عند أصحاب المواقف لتأسيس الدراسات الجمالية كعلم مشروع، ويرتبط بهذا المستوى البحثى للجدل المثال حول قضية " علمية علم الجمال "، مستوى آخر يطرح الجدل حول هذه القضية فى اطار مشكلة المعنى، ويعد كتاب جدل حول علم الجمال دراسة نقدية لأبرز هذه الإتجاهات الناقدة لمشروعية علم الجمال الفلسفى، أى ان هذه الدراسة ستكون نقدا للنقد
المؤلف : سعيد توفيق
سنة النشر : 2015