يعدّ رمزًا مرهفًا ومتجددًا من رموز الاحتفاء بالشعر، الذي هو ــ في حقيقته ــ احتفاء بالإبداع المتطلع دائمًا إلى الغد الواعد.. والمستقبل المأمول .. والحياة على اتساعها.. بكل ألوانها وظلالها .. وبكل مايدور فيها ويتفاعل من معاني إنسانية.. رقيقة تارة، وحادة تارة أخرى.. معاني الحرب والسلام.. الانتصار والانكسار.. الحب والإحباط.. وأيضًا الصحة والمرض!

 

  هذا عن الشعر.. أما الشاعر فهو يعيش ــ اليوم ــ في زمن ملتبس لايسمح بحدية الألوان أو المشاعر أو الانفعالات، أو حتى جذرية الحقائق والأفكار التي لاتعرف النقض، فكل مافي هذا الزمن لايستجيب للشاعر إلا بوصفه موضوعًا للسؤال الذي لايجد إجابة عنه سوى سؤال يولّد السؤال، في سياق معرفي لايعرف راحة الإجابة النهائية!

 

  والكتاب الذي بين يدي القارىء يرصد ذلك الواقع الذي يواجهه الشعر الآن، في تحوّله صوب المستقبل، وفي حلمه بالمستقبل، وهو واقع ليس فيه من يقين يفيد الشعر في سؤال المستقبل، سوى يقين القدرة على مساءلة الحضور الذي يعني مساءلة الهوية والوظيفة، ومن ثمّ مساءلة الإمكانات التي نتصورها محققة وعد المستقبل!

 اسم المؤلف :- جابر عصفور 

سنة النشر :- 2009