نصيبي من الشرق
«الشرق عندي صار بَشَرَتي، أعرضها للشمس، فأسمعهما يتهامسان ويتسارّان، أيُّ سر تبادلاه عني خفية؟ تحسب بينهما حميميةٌ منذ الأزل. تحت البشرة دغدغة، ضحكاتٌ متكتمةٌ، ونزقٌ طفوليٌ، وفوقها الكلام الدافق يطرق الأذن، ينفذ إليها على أكثر من محمل، والأصوات كأراجيح أو كرات لعب نارية، تصدر من أفواه الباعة تُروّج البضاعة بهيئات بهلوانية، فما يلبث الصوت أن يصبح لونًا، واللون رائحة، والرائحة شمسًا وقمرًا.. أطفالٌ يهرجون، ورجال مكشوفون وملثمون، آخرون موشومون كي لا تخطئهم العين، يمشون، يتخبطون، ينفثون حرائق الدخان طول النهار وهم مستخفون، محترقون على الأغلب من دواخلهم.. فرسانٌ ومحبطون، لكن لا يتأفَّفون، كأنه قدرٌ أن تكون عربيًّا.. شريعةٌ لا قِبَل لك بالردة عنها أن تحيا مشرقيًّا»!
هذه رائعة جديدة تُضاف إلى ما سبقها من روائع!.. كشف فيها المؤلف من خلال سفرة ممتعة كشفًا صريحًا عن عروبته ووطنيته وانتمائه وحماسه إلى هذا الشرق الذي يتقلب فوق جمر الصعاب، وتحدق به المخاطر من كل ناحية، وذلك بأسلوب يتسم بالحيوية والجاذبية.
المؤلف : احمد المدينى
سنة النشر : 2015
Specification List
- الدار المصرية اللبنانية
- احمد المدينى
- 136
- Soft Cover
- Content