يطرح الكتاب قضية التربية والتنوير من منظور جديد يستجيب لضغوط العصر وشروطه، فيقتحم بنا عوالم الـ«ما بعد» مركزًا على حركة ما بعد الحداثة التي قوضت الدعائم الفكرية التي استندت إليها الحداثة، مؤسسة لعقل جديد يقوم على النسبوية واللا يقين في عالم تعصف به تكنولوجيات جامحة، وتتزعزع مكانة الإنسان فيه، وتضيق فيه الفجوة بين الإنسان والآلة، وتلوح في الأفق تباشير ظهور جيل جديد مختلف.

إذ يبدأ بالطواف بنا بمختلف مراحل تطور الفكر التنويري منذ نشأته في إطار زخم الفكر الحداثي وقواعده العقلانية الصارمة، وقوانين المادية التاريخية، والاندفاع الرأسمالي استجابة لمتطلبات المجتمع الصناعي الناشئ، ويعرض الكتاب لكل ذلك في تجلياته الفلسفية والمعرفية والتربوية والعوامل التاريخية التي شكلته.

وتظهرأهمية هذا الكتاب في تأسيسه لرؤية تنويرية للتربية العربية، وذلك من خلال خطوتين:

الأولى: يعرض فيها ما قام به رواد التنوير من الحداثيين المصريين منذ أكثر من قرن من الزمان محاولًا إعادة بعثه لعله يشع نورًا يضيء السبيل للجيل القادم.

والثانية: يطرح رؤيته التنويرية للتربية العربية التي شملت تأسيس نسق للقيم المعرفية وخصائصها، وترسيخ العقلانية والعقل النقدي والمعرفة العلمية، وبناء الهوية المتفتحة والمستجيبة للتغير في إطار من الحرية، والابتعاد عن الإرهاب الفكري والتعصب.

اسم المؤلف :- دعاء الشريف 

سنة النشر :- 2023