طبائع الاستبداد ومصارع العباد
“المستبدُّ عدوُّ الحق ، عدوُّ الحرية وقاتلهما ، والحق أبو البشـر ، والحرية أمهم، والعوام صبيةٌ أيتامٌ نيامٌ لا يعلمون شيئًا ، والعلماء هم إخوتهم الراشدون ، إن أيقظوهم هبُّوا ، وإن دعوهُم لبُّوا ، وإلَّا فيتصل نومهم بالموت”.
” المستبدُّ يتجاوز الحدَّ ما لم ير حاجزًا من حديد، فلو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفًا لما أقدم على الظلم”.
“المستبدُّ يودُّ أن تكون رعيَّتهُ كالغنم درًّا وطاعة ، وكالكلاب تذلُّلاً وتملقًا”.
“إن من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم ، واستبداد النفس على العقل، ويسمَّى استبداد المرء على نفسه ، ذلك أن الله – جلَّت نعمُهُ – خلق الإنسان حرًّا قائدُهُ العقل، ففكَّر وأبى إلَّا أن يكون عبدًا قائدُهُ الجهل”.
“الاستبدادُ أعظمُ بلاءٍ يتعجل الله به الانتقام من عباده الخاملين ، ولا يرفعه عنهم حتى يتوبوا توبة الأنفة . نعم الاستبداد أعظم بلاءٍ ، لأنه وباءٌ وجدبٌ وحريقٌ وسيلٌ وخوفٌ وظلامٌ وألمٌ .. وقصةُ سوءٍ لا تنتهي”.
إن هذا الكتاب ــ الذي يقع في تصدير ومقدمة وتسعة فصول ــ كتابٌ نادرٌ، لا نظير له في تراثنا القديم أو الحديث ، وهو أفضل ما يمكن أن تستنير به العقول والقلوب ، والأمم والشعوب، التي تريد محاربة الاستبداد والتخلص منه ، فهو داءٌ وبيل،وأصلُ كلِّ فساد.
المؤلف : عبد الرحمن الكواكبى
سنة النشر : 2018
Specification List
- الدار المصرية اللبنانية
- Content